تعرف على التحفة الخالدة، لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي

تُعد لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي واحدة من أشهر اللوحات الفنيّة عالميًا، وتُعرف بالعديد من المسميات؛ إذ يُطلق عليها لوحة موناليزا الشمال، ولوحة الموناليزا الهولندية، وتعد النسخ منها بمثابة أفكار هدايا للبنات أو غيرهن رائعة واستثنائية، تتواجد اللوحة الأصلية حاليًا في متحف موريشيوس في هولندا، ويصل طولها إلى 44.5 سنتيمترًا أمّا عرضها فيبلغ 39 سم، ولعل أهم ما يُلفت الانتباه في هذه اللوحة هو غطاء رأس الفتاة الأزرق أو العمامة الشرقية التي ترتديها والخمار الأصفر الذي يخرج منه؛ حيث تتكرر في لوحات فيرمير أغطية الرأس التي ترتديها النساء، والتي كانت منتشرة في أوروبا في ذلك الوقت بسبب الحروب التي كانت بين أوروبا والدولة العثمانية، لقد كان الأوربيون ينظرون إلى الأتراك أعدائهم  نظرة انبهار وإجلال، وتأثروا بمظهرهم وبطرق حياتهم، وخلال الحرب ضد الأتراك ثبت أن أساليب الحياة واللباس الخاصة بالأعداء كانت أشياء موضع افتتان شديد.

ويلاحظ الرائي أنَّ لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي فيها بعضًا من الغرابة، وذلك بسبب كونها صورة لشابة أوروبية ترتدي ثيابًا شرقيَّةً، وكأنَّ الفنان أراد في هذه اللوحة أن يصبَّ الاهتمام على ذلك النَّوع من الملابس التي كانت ترتديها النساء، بالإضافة إلى تعابير الوجه كما في لوحة ليوناردو دافنشي، وتختلف هذه اللوحة المتميزة عن بقية اللوحات الفنيّة الأخرى بأنَّ الشابة المرسومة فيها تبدو وكأنَّها تخاطب المشاهد وتحادثه بشفتيها المنفرجتين وتتابعه بنظرات عينيها كما هو الحال في لوحة الموناليزا، ويجدر الإشارة إلى أنَّ هذه اللوحة لم تجسد شخصيَّةً بعينها كما في لوحة الموناليزا.

يذكر أن لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي تنقَّلت بين عدِّة أمكنة حتَّى وصلت في النِّهاية إلى متحف موريشيوس الموجود في مدينة لاهاي التَّابعة لدولة هولندا، حيث يتم عرضها مع مجموعة متميزة من أعمال الفنان الشهير يوهانس فرمير في الخزانة الملكيَّة المتواجدة في المتّحف الهولندي، ولعظم شأنها تمَّ تصنيفها مع عدد من اللوحات الفنية الأخرى ضمن مجموعة من اللوحات الملكية، ويُشار أنَّه تمَّ إعارة لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي إلى متحف الولايات المتَّحدة ومتحف اليابان مع خمسين لوحة أخرى.

لاقت هذه اللوحة العديد من القصص المؤلفة بشأنها، حيث تمَّ تحويل قصة للكاتبة الانجليزية “تريسى شيفالييه” إلى فيلم درامي عام 2003م من إخراج بيتر ويبرفي، وقامت ببطولته الفنانة “سكارليت جوهانسن” وحقق الفيلم إيرادات وصلت إلى 31 مليون دولار في ذلك العام، كما أنها تستخدم كمرجع رئيسي في معظم دورات تعليم رسم التحف الفنية العالمية؛ نظراً لعظمتها.